اكتشف قهوتك المفضلة عبر رحلة بين أشهر طرق التحضير
مضت سبعة قرون على ابتكار القهوة، ولكن ما زال مشروب القهوة واحد من أهم المظاهر الثقافية في عالم اليوم، وجزء أساسي من الحياة اليومية لمئات الملايين من البشر. فهناك من لا يستطيع قضاء يومه دون ارتشاف قهوته الصباحية. وشخص آخر قد لا يفضل شرب القهوة، لكنه حتماً لا يتوقف عن ارتياد المقاهي، التي باتت حاضرة اجتماعية وثقافية عالمية.
لم تعد القهوة إذاً مجرد مشروب، بل أصبحت رمزاً ثقافياً يعكس قدراً كبيراً من المعاني والعادات المرتبطة بها، والتنوع في طرق تحضيرها باختلاف اﻷفراد والمجتمعات هو دلالة حقيقية على أن القهوة أصبحت لغة عالمية
لكن ما هي الطريقة المفضلة لتحضير القهوة في بلدك؟ هل هي نفس الطريقة المفضلة لديك؟ في هذا المقال نأخذك في رحلة عبر أشهر طرق تحضير القهوة في العالم، ونستعرض معاً نصائح مناسبة لكل طريقة. لكن مهلاً! فقبل الانطلاق في الرحلة، عليك أولاً أن تلتزم بقواعد التحضير الأساسية، وهي أن تكون أداة التحضير المختارة مناسبة لصنع القهوة المطلوب تحضيرها. وأن كل طريقة في تحضير القهوة تعتمد على مستوى طحن الحبوب مقابل توقيت بدء وانتهاء عملية التحضير. بمعنى آخر، كلما كان الطحن أكثر دقة، كلما كان الوقت المناسب للتفاعل بين المكونات أقصر. ومن ثم استخدام كمية الماء المناسب بدرجة حرارة مناسبة لكل طريقة مختلفة، وجميعها تتراوح بين 195 إلى 205 فهرنهايت بدرجة سيلسيوز.
تحضير القهوة بالتقطير
هي واحدة من أكثر طرق تحضير القهوة تفضيلاً لدى عشاق القهوة، وتتم باستخدام عدة أدوات، منها أداة التقطير اليدوي المستخدمة على نطاق واسع، والتي يُنصح معها باستخدام مسحوق قهوة ناعم ونصف ناعم وخشن. تتيح هذه الأداة المجال للتحكم بمقاييس التخمير مقارنة بأي أداة أخرى، لكنها في المقابل تستغرق وقت طويل في تحضير القهوة، قد يصل من 6-3 دقائق. وهناك جهاز تقطير تلقائي يعمل بساعة توقيت يساعد على تقطير القهوة تلقائياً، ولتحضير الوصفة الأفضل ينُصح بأن لا يتجاوز وقت التخمير من 4 إلى 8 دقائق، باستخدام مسحوق قهوة شبه خشن أو نصف ناعم. ويمكن تحضير القهوة أيضاً بالتقطير باستخدام أداة الإبريق الذكي وهو كأس مخروطي مفتوح من الأسفل، حيث توجد سدادة ذكية تقوم بحبس القهوة مؤقتاً للتخمير لمدة 5 دقائق إذا كانت القهوة شبه خشنة، و3 دقائق إذا كانت القهوة نصف ناعم قبل أن تسمح السدادة بنزول خلاصة القهوة وتقطيرها.
تحضير القهوة بالضغط على الطريقة الفرنسية
هل سبق وصادفت إبريق لتحضير القهوة بالغمر والكبس؟ كالإبريق الفرنسي، الذي يستخلص مشروب القهوة عبر غمر القهوة بالماء الساخن لمدة 5 دقائق إذا كانت القهوة خشنة و3 دقائق إذا كانت خشنة نوعاً ما، وبالضغط على المكبس الموجود في الأعلى، تُحبس في قعر الإبريق، لتتدفق خلاصة القهوة عبر الفلتر وتملأ الإبريق. أو ربما صادفت أثناء وجودك في مقهى أو فندق ما، الإبريق ذو المظهر الجميل المعروف بأداء سيفون، والذي يعتبر واحد من أكثر الأدوات جاذبية، ومع ذلك فهو غير مرغوب بالنسبة للكثير من عشاق القهوة المركزة، بسبب استغراقه لوقت قصير نسبياً في فلترة خلاصة القهوة، مما ينتج قهوة أخف تركيزاً.
تحضير قهوة الإسبريسو
آلة الاسبريسو هي آلة لصنع القهوة، وقد تم بناء أول آلة اسبرسو في ايطاليا. وتعمل هذه الآلة ذات القضبان بشكل مختلف إذا ما قُورنت بأدوات تحضير القهوة الأخرى. وتتم عبر ضغط بخار الماء المغلي في مسحوق القهوة الناعم، فيستخلص شراب مميز برغوة وكريمة ناعمة، وبلون بني فاتح كما يظهر لون داكن على حواف الشراب في الكوب، والسبب في ذلك هو مسحوق القهوة الناعم جداً المستخدم في هذه الطريقة. ومن مميزات هذه الطريقة في التحضير، هي إمكانية إضافة مواد أخرى على مشروب القهوة، كالحليب، مما ساعد في ابتكار مشروبات قهوة شهيرة مثل الكابتشينو واللاتيه، كما لا تظهر الفقاعات على قهوة الاسبريسو كما هو الحال مع بقية مشروبات القهوة. ولا نستطيع عند الحديث عن أسلوب الإسبريسو في تحضير القهوة تجاهل إبريق موكا، الأكثر استخداماً في أوربا وأمريكا اللاتينية والذي قام باختراعه مهندس إيطالي خلال ثلاثينيات القرن الماضي، حيث يقوم هذا الإبريق بإعداد القهوة عن طريق ضغط الماء المغلي عبر مسحوق القهوة، والذي يُفضل أن يكون نصف ناعم وبعدها يمتلئ الجزء العلوي من الإبريق، بقهوة الإسبريسو خلال وقت قصير.
تحضير القهوة بالطريقة التركية
وبعكس أساليب التحضير الأخرى فإن الطريقة التركية تقوم على أساسي غلي الماء والقهوة معاً في إناء واحد، على موقد الغاز أو الفحم، كما تنفرد بأسلوبها في طحن حبوب القهوة، إذ تتطلب أن تكون القهوة المطحونة ناعمة جداً ليصل حجم الحبوب بين 75 و125 ميكرون. كما أن طريقة التحضير التركية تستخلص غالباً شراب قهوة هو الأعلى من حيث نسبة الكافيين.
يوماً بعد يوم، تتعدد أساليب تحضير القهوة أكثر، وتتنوع نكهاتها، وتزداد نسبة عشاقها، فبعد أن كان استهلاك العالم محصور لفترة طويلة في نوع واحد من القهوة، أصبحت القهوة اليوم تضم حوالي سبعين نوع مختلف ومستخدم. وهو ما ساعد في تنوع عشرات الأساليب والابتكارات في تحضيرها. ولن يتوقف الأمر هنا، إذ بالتأكيد سيكون المستقبل حافلاً بظهور أساليب أحدث وأكثر جودة في تحضير هذا المشروب الساحر.