ما هي سمات القهوة المختصة لكل دولة؟
تُعرف القهوة المختصة بالقهوة ذات الجودة العالية، فلا عجب في ذلك فهي تُنتج في بيئة خاصة ومثالية وذلك وفقاً لمعايير شديدة الصرامة تضمن جودتها وتفردها، حيث حازت على درجة عالية في شربها وتجربتها بتميزها بنكتها الغنية ورائحتها الزكية، وهذا ما يميزها عن القهوة التجارية.
ويتم تصنيف القهوة المختصة وفق منهج تقييم من 100 درجة تم تطويره من قبل جمعية القهوة المختصة الأمريكية (SCAA)، وفيه تُصنف القهوة على أنها "مختصة" في حال حصلت على درجة 80 من أصل 100، وتُصنف على أنها "مختصة ممتازة" في حال حصلت على درجة ما بين 84 - 89، وإن حصلت على درجة من 90 - 100، فتُصنف على أنها قهوة "مختصة رائعة".
ويمكن تمييز القهوة المختصة عبر خبراء التذوق الذين تلقوا تدريبات في اكتشاف جودة وسمات القهوة عبر اختبار النكهة والرائحة والملمس والصوت. ومع ذلك ما زال هناك قصور في معرفة مصطلح القهوة المختصة، وهذا ما يدفعنا للسؤال! من أين تأتي أنواع القهوة المختصة؟ وما هي أفضلها من حيث المذاق؟
تأتي أجود أنواع القهوة المختصة من مناطق محددة في العالم، وبالتحديد من البلدان الجبلية الواقعة بين خطي السرطان والجدي ذات المناخ المداري ودرجة الحرارة بين 17-21 درجة مئوية مع هطول موسمي للأمطار. والمثير للاهتمام أن فيتنام هي ثاني أكبر دولة تنتج القهوة بعد البرازيل، ولكنها مع ذلك لا تنتج تقريباً أي قهوة مختصة.
وفيما يلي قائمة ببعض من أشهر أنواع القهوة المختصة ومميزاتها وأماكن نشأتها:
القهوة المختصة البنمية
هي واحدة من أفخر وأغلى أصناف القهوة في العالم، ويُقال إن لا مثيل لنكهاتها المميزة التي تتعدد ما بين رائحة التوت والحمضيات وزهر العسل. وتنتمي أجود أنواع القهوة البنمية المختصة إلى سلالة اثيوبية ممتازة، تُدعى غيشا.
القهوة المختصة اليمنية
بالرغم من تاريخ اليمن القديم كأول دولة تنتج مشروب القهوة، إلا أنها لم تنخرط في مجال القهوة المختصة إلا مؤخراً. تتميز حبوب القهوة اليمنية بحموضتها المفعمة وحجمها الصغير نسبياً، وتعتبر الأكثر تنوعاً في السمات فيما بينها، حيث تختلف سماتها بشكل كبير بين كل منطقة زراعية وأخرى من مناطق اليمن، وباختلاف تنوعها تُوصف عادةً بأنها ذات نكهة ترابية معقدة، حلوة بنكهة الشكولاتة وأحياناً بنكهة الفواكه الحلوة.
القهوة المختصة الأثيوبية
اثيوبيا هي الموطن الأول لنبات القهوة، وقد تم اكتشاف في ثلاثينيات القرن الماضي إحدى أفخر سلالات القهوة المعروفة باسم غيشا، والتي يتم إنتاجها غالباً كقهوة مختصة. تُزرع أغلب أنواع القهوة الأثيوبية في مناطق هرر الشرقية، حيث يتم إنتاج أفخر أصناف القهوة في العالم، ويشعر متذوقي القهوة الأثيوبية عادةً بنكهة زهرة الياسمين والبرغموت والتوت، وأحياناً بنكهة فيها قليل من المر وأحياناً نكهة حارة أو قريبة من بعض الفواكة.
القهوة المختصة الجامايكية
على مدى العقود القليلة الماضية، اكتسبت القهوة الجامايكية، سمعة طيبة جعلتها واحدة من أغلى أنواع القهوة المرغوبة في العالم، تنمو في منطقة الجبل الأزرق في جامايكا، وتتميز بنكهتها المعتدلة ونقص المرارة فيها، يمتاز مذاقها بالقليل من النكهة الحلوة، مما يجعل طعمها ما بين نكهة الشوكولاتة والقشطة.
القهوة المختصة الكولومبية
كولمبيا واحدة من عمالقة إنتاج القهوة في العالم، فهي تنتج سنوياً ما نسبته 15 ٪ من إجمالي القهوة المستهلكة. وبفضل مناخها الممتاز والتربة المثالية المستخدمة، وميل أغلب المزارعين إلى حصاد القهوة يدوياً، أصبحت كولومبيا تشتهر بإنتاج بعض من أفضل نكهات القهوة على الإطلاق. هي خفيفة وناعمة وقليلة الحموضة وتمتاز بحلاوة فريدة من نوعها، بطعم الكراميل.
القهوة المختصة البرازيلية
هي أكبر دولة تنتج القهوة في العالم، تُصدر سنوياً ثلث إجمالي القهوة المستهلكة عالمياً. وتمتد مساحة زراعة القهوة فيها لأكثر من 10,000 ميل مربع، وتقع معظمها في المناطق الجنوبية الشرقية من البلاد. تتميز القهوة البرازيلية بأنها الأكثر كثافة من حيث الملمس، وبالنسبة للطعم، فهي ذات نكهة حلوة تشبه الشوكولاتة، مع نعومة كاملة وحموضة منخفضة. وهذه السمات تجعلها أكثر قهوة مثالية لتحضير قهوة الإسبريسو.
لقد مضى ألف عام على علاقة الإنسان بالقهوة، بدايةً بمرحلة أكل الثمار، ومروراً بمرحلة استخلاص المشروب واكتشاف فائدة معالجة الحبوب. واليوم ومع انتشار ثقافة القهوة المختصة توطدت العلاقة بينهما مؤخراً لتصل إلى مرحلة جديدة سُميت " الموجة الثالثة من القهوة"، وفيها أصبح الإنسان أكثر عمقاً في علاقته بالقهوة، ومن ناحيتها باتت القهوة أكثر جودة وألذ مذاقاً.
أصبحنا اليوم نعرف القهوة أكثر من ذي قبل، ومع ذلك، يبدو أن هذه النبتة العجيبة لم تكشف بعد كل أسرارها.