من أين جاءت القهوة ؟
لا يتوقف الجدل حول أصل القهوة، من أين جاءت؟ ومن الذي ابتكر شرابها؟ تدور أغلب الآراء في فلك اليمن وأثيوبيا،وهما بالفعل أقدم بلدين ذوي علاقة وطيدة بالقهوة. فقد كانت اليمن هي المنتج الوحيد للقهوة حتى القرن التاسع عشر، ونتيجة لذلك تدفقت إليها عائدات ضخمة، ومغامرون مصابون بحمى القهوة، ومؤرخون ربطوا علاقة اليمن القديمة بالقهوة. ومع هذا يبقى السؤال، أين هو الموطن الحقيقي للقهوة؟
ماذا تقول الأسطورة؟
يُقال أن أجداد قبيلة الأورومو في اثيوبيا، وهم جماعة عرقية تسكن وسط وجنوب اثيوبيا، هم أول من تعرفوا على تأثير نبات القهوة المنشط. غير أنه لا يوجد دليل على قيامهم باستخلاص شراب القهوة، ومن المرجح أنهم كانوا يمضغون ثمار القهوة، أو يتناولونها مع الخبز، وتحكي أسطورة قديمة أن راعي ماعز اكتشف التأثير المنشط لنبتة القهوة بعدما لاحظ أن أغنامه تتصرف بطريقة غريبة بعد أن تتناول نوع معين من الثمار، تظل نشيطة دون نوم طوال الليل. وفي أحد الأيام، قرر الراعي تجربة أكل هذه الثمار، وبالفعل، هو أيضاً لم يستطع النوم في تلك الليلة.
أما بالنسبة إلى اكتشاف شراب القهوة، فترجح الاسطورة انه تم اكتشاف شراب القهوة في اليمن، كما يسمى شراب القهوة في بعض مناطق اليمن بالقهوة الشاذلية، نسبة إلى الشيخ أبو الحسن الشاذلي، الذي يُعتقد أنه من ابتكر شراب القهوة.
ماذا يقول العلم؟
يُجمع علماء النبات، على أن أصل شجرة القهوة تعود إلى المنحدرات الجنوبية الغربية للوادي المتصدع في أثيوبيا، وذلك من خلال دراسة الجينات الوراثية لنبات القهوة. وفي وقت مبكر انتقلت نبتة القهوة من اثيوبيا إلى اليمن. وقد ازدهرت زراعة القهوة في الأودية والمرتفعات اليمنية وتم زرعها لأول مرة كأحد المحاصيل المهمة على نطاق واسع خلال القرن الحادي عشر، وذلك بعد ابتكار شراب القهوة عبر تجفيف الثمار وتخميرها. وهو ما يُنسب إلى الصوفيين في اليمن.