تعرف على شجرة القهوة

ظهرت شجرة القهوة لأول مرة في إثيوبيا، ويُقال أنها انتقلت بعد ذلك إلى اليمن، قبل أن تنتشر زراعتها في أرجاء العالم، وقد ساعد هذا الانتشار وجود الشركات التجارية والملوك الذين وقعوا في حب القهوة ونقلوا زراعتها إلى مستعمراتهم. إلا أنه وفي النهاية انحصرت زراعة القهوة في خمسين بلدة توفر لديها المناخ المناسب لاستمرار هذه الزراعة، وفي هذا المقال نستعرض معلومات مفصلة عن شجرة القهوة. ما هي؟ وأين تُزرع؟ وكيف تعيش؟

ما هي شجرة القهوة؟

هي شجرة فاكهة، مزهرة وفواحة، تنتمي إلى إحدى أكبر الأجناس النباتية وهي عائلة " روبيسيا ", التي تضم نحو 6500 نوع من الشجيرات والأشجار، والمنتشرة على نطاق واسع في المناطق المدارية وشبه المدارية. ويستخرج شراب القهوة من نوعين فقط من هذه الأشجار، أولها شجرة الأرابيكا التي تنتج ما يقدر بـــ70% من الإنتاج العالمي للقهوة، والأخرى هي شجرة الروبوستا التي تقدم 30% من الإنتاج العالمي. وتتميز قهوة الأرابيكا على نظيرتها الروبوستا بالمذاق والجودة الأفضل، فمذاق الروبوستا أكثر مرارة وأقل حموضة، وأكثر زيادة في نسبة الكافيين، بينما تنتج الروبوستا قهوة أكثر كثافة من الأرابيكا، ولهذا غالباً ما يفضل استخدامها في تحضير الإسبريسو.

يتراوح طول شجرة القهوة عادة بين 3 إلى 4 أمتار، إلا أن البعض منها يمكنه الوصول إلى حدود 10 أمتار، ويتراوح متوسط عمر شجرة القهوة بين 30 إلى40 عاماً، إلا أن بعضها يعيش أكثر من 100 عام، ومع هذا فإن ذروة النضج الإنتاجي لها يكون بين 7 إلى 20 عاماً. تحتاج شجرة القهوة من 3 - 5 أعوام حتى تكبر وتصبح جاهزة لإنتاج الثمار. تستطيع الأرابيكا التكاثر ذاتياً بواسطة التلقيح الذاتي، بعكس الروبوستا التي تحتاج إلى النحل في نقل اللقاح، فالنحل الذي يتغذى على الرحيق الموجود في زهور القهوة، يقوم بنقل اللقاح من شجرة إلى أخرى أثناء جمعه للغذاء. بعد عملية التلقيح تقوم شجرة القهوة بإنتاج ثمار صغيرة الحجم ومدورة تشبه حبات الكرز، يتنوع لونها مابين الأحمر و البرتقالي والأصفر والوردي، وبداخلها بذرتان مغطاة بقشرة الثمرة، يتم فصلهم تلقائياً بمجرد تقشير الثمرة.

 
P1122846.jpg
 

أين تُزرع شجرة القهوة؟

تنتشر زراعة القهوة في حوالي خمسين بلداً ضمن المناطق الواقعة في منتصف الكرة الأرضية، ونطاق هذا الانتشار يسمى (حزام القهوة). تُزرع الأرابيكا في أثيوبيا واليمن وأمريكا الجنوبية والوسطى، وتُزرع الروبوستا في فيتنام وتايلاند وغينيا الجديدة ومدغشقر ودول غرب أفريقا. تنمو شجرة الأرابيكا بشكل أفضل في الظل، على ارتفاع أعلى من 1000-2000 متر فوق سطح البحر، وتزدهر زراعتها مع متوسط ​​هطول للأمطار يصل من 1500 -2000 ملم سنوياً، ومتوسط ​​درجات الحرارة من 15-24 درجة مئوية. إذ يمكن لأشجار الأرابيكا درجات حرارة منخفضة، ولكنها لا تستطيع تحمل الصقيع. وعلى عكس الأرابيكا، تنمو الروبوستا في مناطق منخفضة، بدايةً من مستوى سطح البحر ووصولاً إلى ارتفاع يصل إلى 700 فوق سطح البحر، وتتطلب زراعة الروبوستا درجات حرارة عالية تصل من 24-30 درجة مئوية، ونسبة كبيرة من الأمطار تصل من 2000-3000 ملم سنوياً. ولا تصاب شجرة الروبستا بالآفات الحشرية وتسوس الثمار والأمراض الأخرى التي تصاب بها الأرابيكا. تواجه زراعة القهوة حالياً، الكثير من التحديات، أهمها تفشي الآفات الحشرية التي تقضي على الآلاف من الأشجار سنوياً، وكذلك عدم الاستقرار السياسي والحروب والنزاعات التي تتعرض لها الكثير من الدول المنتجة للقهوة، إضافة إلى التغير المناخي الذي يتسبب سنوياً بنقص المياه وارتفاع درجة الحرارة مما يؤدي إلى تهديد حقيقي لمستقبل زراعة القهوة.

 
yves-alarie-BXk-N2fPLYo-unsplash.jpg